الجمعة، 7 أغسطس 2020

مذكرات طيار أمريكي

 اعجبني ما كتبه الخواجة عن عبدالواحد محمد نور

Amira Genidabi

اميرة جنيدابي

مذكرات طيار أمريكي *

عبدالواحد محمد نور لا يشبة قضية الفور

لوكوشوكو : كينيا

ذكر الطيار بيتر لاس في مذكراته والذي يعمل كابتن طيران في اليونيسف أمريكي الجنسية ، يقود طائرة سيسنا خفيفة تستطيع الهبوط والإقلاع  من المطارات الترابية ، عمل مع اليونيسف اكثر من ثمانية عشر عاما .

في العام 2004م طلب منه الهبوط في مطار ترابي يقع غرب جبل مرة في منطقة صنفت بأنها خطرة وكان الغرض من الرحلة هو  التقاط احد قادة الفور يدعى  عبدالواحد محمد نور تطارده قوات القبائل العربية بعد هزيمة فصيله عسكريا .. كما ان الأجهزة الامنيه السودانية  تبحث عنه بكثافة أيضا ..

هبطت الطائرة في الموقع المحدد وفقا للإحداثيات المحددة ، ولسوء حظه ان الأجهزة الأمنية تسربت إليها  المعلومة ، فدفعت بمليشيا عربية تمتطي ظهور الخيل للقبض عليه . وعندما وصلت المليشيات أطراف المطار الترابي كان عبدالواحد محمد نور في المقعد الخلفي الطائرة  وهو يصرخ باعلي صوته من الخوف بينما يخرج الإسهال مندفعا من كل فتحات بنطاله العسكري الذي يرتديه .

لقد كانت رائحة الإفرازات لوحدها كفيلة بإسقاط الطائرة ، لقد كان وضعا مزريا ومروعا اذ استطاع الفرسان العرب إزاله الكمين الذي وضع لهم علي أطراف البلده بسرعه فائقة ..

فالطائرة كانت تسرع علي المطار الترابي لننجو من الموت بينما يندفع الفرسان خلفها بجنون في الوقت الذي يزداد فيه إسهال عبدالواحد في الخروج بكميات لا يمكن ان يتصورها العقل ان تخرج من بشر لقد ازدادت عدم مقدرتي علي التركيز لان القذائف كانت تسقط في الأشجار .

وعندما أصبحنا علي ارتفاع 500 ياردة تأكدت بأنني نجوت لكن كان همي مركز في أمرين الاول : ان لا يكون جسم الطائرة أصيب بمقذوف ، والأمر الثاني : كيف يمكنني ان أقود الطائرة وهي تعج بالغازات التي لا يمكن ان تحتمل كما بدأ الإسهال في التسرب من تحت الفتحات الي كابينة القيادة .. لقد كانت اصعب وأسوأ ساعتين قيادة لطائرة في حياتي المهنية .

عندما استقرت الطائرة في  في احد مطارات الحركة الشعبية في جنوب السودان قذفت بنفسي خارج جسم الطائرة وانا استفرغ لمدة ساعة وعندما صحوت من نوبة الاستفراغ التفت نحو الطائرة ( تيتا ) و هو الاسم الذي أطلقته عليها تيمنا باسم كلبتي الوديعة التي تركتها مع صديقتي بشيكاغو ، وجدتها تحولت الي كتلة من الذباب الاستوائي الشرس ..

أخذت بعدها أجازة مرضية استمرت لثلاثة شهور تم خلالها التعاقد مع شركة سويدية لتنظيف الطائرة بالمبيدات حتي تعود تيتا طائرة VIP كما كانت

في شيكاغو ..

بينما كنت وسط الاسرة شاهدت عبدالواحد في قناة ال CNN وهو يرتدي ملابس انيقة وهو يتحدث عن إنجازات حركته صدمت من كذب الاعلام ..

لقد كانت تجربة لثوري شيوعي تعاملنا معه من اجل ابناء بلده لكنه اقل قامة من ان ينجز  شيئا .

عبدالواحد محمد نور لا يشبة قضية دار فور.

كابتن بيتر لاس

يعمل كابتن طيران في اليونيسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق