الجمعة، 31 يوليو 2020

أعمدة رأي

🔴🌐📰📢🇸🇩
*📰 #أعمدة_الرأي*
*🗓الخميس التــــاسع من ذي الحجة ١٤٤١ هـجرية الموافــق ٣٠  يوليــــو ٢٠٢٠م*
✹ الرادار✍🏽إبراهيم عربي
*▣(مستري ، قريضة ، فتا برنو) … السلام الإجتماعي في خطر ..!*
تضاربت الأنباء عن إرتفاع عدد القتلى والجرحى في مستري في محلية بيضة (40) كيلو متر جنوب الجنينة حاضرة غرب دارفور ، إلى أكثر من (200) شخص ، فيما وصل الحال في (دار أندوكا) إلي القتل المتسربل يوميا في وضح النهار وعلي مرئي من الناس وسط السوق وبالقرب من الحكومة ، بينما لم تتوقف عمليات حرق القري وقتل الأطفال والنساء وسلب ونهب الممتلكات وعمليات الفرار والنزوح ، إنها مأساة إنسانية أعادت إنتاج الأزمة الدارفورية المؤلمة لمسرح الحياة من جديد .
فما حدث في مستري بلا شك مأساة لصراع جهوي بغيض بين (العرب والمساليت) في ظل غياب كامل للامن والحكومة أدت لنزوح وتشريد المواطنين من القري نحو الجنينة بصورة ممنهجة ، فيما تتابعت الأحداث اللا إنسانية هنا وهناك في دارفور، ويعتبر بذاته مؤشر خطير جدا يقود للانهيار المجتمعي بكامله في أسوا كارثة إنسانية - أمنية حديثة بين يدي المفاوضات في جوبا وربما تقودها الإقليم للإنهيار المجتمعي والإنفلات الأمني الكامل .
مع الأسف إنها مأساة إنسانية ستظل مكان شجب وإدانة وإستنكار ، جاءت في وقت لم تكفكف فيها (فتا برنو) في محلية كتم دموعها في شمال دارفور بسقوط أكثر من (25) شخص من أهلها بين قتيل وجريح ، سقطوا في مأساة دموية مسلحة همجية طالت الأنفس والممتلكات ، وإلا أعقبتها حادثة (مستري) الأولي بسيناريو مكرور لمأساة مستمرة أدت لمقتل (3) أشخاص وجرح آخرين ، وتبعتها مجزرة قرية (أبو دوس) في محلية قريضة في جنوب دارفور أدت لمقتل وجرح أكثر من (30) شخص .
حيث تتابعت الأحداث ومن قبلها في جنوب دارفور (الولاية القارة) في كل من كتيلا وبرام وغيرها كادت أن تعيدها لغابر الزمان من الفتن والإقتتال والموت سمبلة بسبب داء القبيلة والجهوية ، ولولا حنكة ولاتها وقياداتها الأهلية والسياسية ومن خلفهم الأجهزة النظامية لكانت مأساة عصفت بالسلام الإجتماعي وطاولة المفاوضات في جوبا معا.
بلا شك ان الاحداث جميعها ذات علاقة وطيدة بأزمة دارفور (صراع الحواكير) بين المزارعين والرعاة بسبب قلة الموارد والجشع والطمع والإستغفال السياسي ، ولذلك تطور الصراع بسبب تداخل الأجندات المحلية والإقليمية والدولية ، فأصبح صراعا بين (العرب والزرقة) ، وقد جاء نتاجا لسيناريو قديم كل فئة تسعي لتنبت علي أنقاض الأخري فتشعبت الأزمة لتشمل كافة المكونات الدارفورية صراع بين (العرب والزرقة) بسبب ذات الحواكير .
أنما يحدث في دارفور مأساة إنسانية ادت لنزوح اكثر (2) مليون مواطن لازالوا بالمعسكرات بالداخل وأكثر من (مليون) مواطن لاجئ بالمعسكرات في تشاد وغيرها بصورة مقصودة وممنهجة ، ويلاحظ أن هذه الأحداث ظلت تتصاعد كلما عاد مواطنون من المعسكرات لقراهم القديمة للزراعة والإستقرار فيها ، إذا هنالك سيناريو مرسوم للتنفيذ لان يظل هؤلاء بالمعسكرات وأن أرضهم قد إحتلتها جماعة بالقوة ، وتلك مأساة الحواكير في دارفور .
في تقديري أن الأوضاع الأمنية في دارفور في وضع التفلت والخروج عن السيطرة وان السلام الإجتماعي في خطر يهدد لحمة المجتمع الدارفوري ، ولكن لابد من حلول للتعايش المجتمعي والقبول بالآخر ، حيث أصبح وجود العرب الرعاة واقعا مثلما إستحق المزارعين ذلك عن توارث ، فما عادت نغمة (المستوطنون الجدد) تحل المشكلة تماما كما ماعادت سيطرة الرعاة علي الأرض بقوة السلاح مبرئة للذمة ، ولذلك كله لابد من التعايش السلمي المجتمعي .
من الواضح أن الحكومة الإنتقالية قد عجزت عن القيام بواجبها توفير الحماية للمواطن ، وقد فشلت حاضنتها الحرية والتغيير (قحت) أيضا دون ان ترمش لها جفن لهذه الأرواح البريئة التي سقطت دون مالها وارضها وعرضها ، بينما ظلت المليشيات المسلحة تجوب مدن وقرى وفيافي دارفور طولا وعرضا مدججة بالسلاح في غياب كامل للحكومة بآلياتها وأدواتها ومكوناتها ، فلا أدري لماذا التعامل مع هؤلاء بسياسة إزدواجية المعايير ؟ اليس من الواجب ان تتحرك قوافل وجحافل الحكومة نحو هؤلاء ؟ أعتقد من الاوفق ان تلغي حكومة حمدوك برنامج العيد وتشد رحالها نحو هؤلاء في دارفور حتي تحقق شعار الثورة (يالعنصري يالمغرور كل البلد دارفور) .
في الواقع أنما يحدث في دارفور هنا وهناك رسالة حية ومباشرة لطاولة مفاوضات جوبا والتي لازالت تراوح مكانها بين اللت والعجن في مرحلة الترتيبات الأمنية وهي من أصعب مراحل المفاوضات ولايمكن الوصول إليها دون المرور بالمرحلة السياسية والتي يفترض عندها قد تم التوافق السياسي بين المكونات المختلفة . 
في إعتقادي أنما يحدث في دارفور في (فتا برنو ومستري وغيرها) تمرينا ساخنا لمعركة حامية الوطيس متوقع حدوثها في ظل الحكومة المدنية المرتقبة ، لا سيما مع تعيين الولاة المدنيين المؤقتين والتي تباينت التوجهات بشأنها بين مكونات دارفور من جهة وبين تحالف الحرية والتغيير (قحت) وحركات الكفاح المسلح من جهة أخري ، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبي ، فلابد لمكونات دارفور الأهلية ان تجتمع كلمتها وإلا ستكون الطامة الكبري (لله يكضب الشينة) . 

❃ الاخبار
________
*- تابع اكثر من 30 عمود صحفي يوميا لأشهر الكتاب​​ عبر #شبكة_سودان_ناو*
*- نطرح ما يعكس الواقع باقلام تعبر عن رؤيتها ولا نتبنى فكر أحد.*
*- يمكنكم متابعتنا على فيسبوك* 👇🏼
*https://facebook.com/SudanNowNetwork*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق