- تعليقا على المقال الممتاز للأخ الكريم السفير خالد موسى
- نؤكد أن سياسة الولايات المتحدة الإستراتيجية ازاء السودان منذ العام ٢٠٠٠م لم تتغير سوى تكتيكيا وذلك من تلقاء قرارات الكونغرس والأوامر الرئاسية التنفيذية ومواقفها في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسانبالأمم المتحدة, وعموما تهدف إلى إلغاء الشريعة الإسلامية واستبدالها بقوانين علمانية مع ما تحملها من مضامين العولمة. واستمر الضغط السياسي والاقتصادي حتى انفصال الجنوب واستفتاء ٢٠١١ وتحريضها الذي لم تخفه.
- فيما تبقى من السودان تستمر المساعي لاختزال القوانين السارية لتتماشى مع القانون الدولي مثالا لما حدث فى ليبريا وسيراليون وساحل العاج. ووعموما فأمريكا منزعجة استراتيحيا من وجود أنظمة تناهض الأنموذج الرأسمالي الليبرالي الذي تتبناه وتدعو إليه وخاصة بعد سقوط الماركسية اللينينية التي كانت على عهد جمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية وبروز أنموذج رأسمالية الدولة الذي تقدمه الصين للعالم كبديل منطقي للرأسمالية الليبرالية المتوحشة. ومن هنا يمكن أن نفهم العداء ضد دول مثل ايران وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية وإذكاء الحرب التي تقودها مع حلفائها الغربيين في أفغانستان ضد حركة الطالبان التي لم يشفع لها اسقاط الحكم الشيوعي هناك لتوجهها الاسلامي.
- في السياسة الخارجية تحرص الولايات المتحدة على بناء علاقاتها الخارجية, وخاصة في الشرق الاوسط وأفريقيا, من تلقاء مواقف أية دولة تجاه اسرائيل واعتبار ذلك من محددات الدعم أو العقاب وقد برز هذا الاتجاه بوضوح بعد وصول الرئيس دونالد ترمب للرئاسة ومنهجه الصريح في طرح هذا التوجه.
- من حيث التجارب والممارسات العملية لبناء الدول وتحولات هياكلها التنظيمية فليس للولايات المتحدة أي مثال يذكر في إصلاح أنظمة الحوكمة الراشدة والديمقراطية والمساءلة والشفافية بل صاحب ممارساتها الفشل في دول مثل بنما والعراق والسلفادور وكولمبيا, وليست لديها أية ممارسات تذكر في مجال التحرر السياسي في الفضاء العربي سوى تكريس الهيمنة الاقتصادية والتجارية. ولعل التجربة اليتيمة لننجاحها الاقتصادي كان في أوربا واليابان فيما يعرف بخطة مارشال Marshall Plan بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. وعلما بأنه لا توجد أية دولة أوربية مرموقة تتبنى الأنموذج السياسي الأمريكي للحكم
- ولا نظامها الرئاسي, لا في فرنسا ولا ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ولا اليابان.
- السودان عضو مؤسس للإتحاد الأفريقي منذ تأسيسه عام ٢٠٠٢م وانضم للآلية الأفريقية لمراجعة النظراء APRM منذ العام ٢٠٠٦ وتختص الآلية بالحكم الراشد وتعزيز الديمقراطية والمساءلة ومحاربة الفساد والشفافية ولديها تجارب ممتازة خلال السبع عشرة سنة الماضية في مجال التحولات الديمقراطية يعتد بها عالميا سوى في جنوب أفريقيا أو غانا أو السنغال ونيجيريا فلماذا يهرب السودان من محيطه الاقليمي ليبحث عن الحلول في فضاءات بعيدة وغريبة لا تتوافق مع مزاجه الثقافي ولا البيئي ولا النفسي?!!
▼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق