درج البعض علي نشر رسايل عن حزب الامه تحت عنوان " مفاجاءه من العيار الثقيل ال المهدي ليس المؤسسين لحزب الامه " ويهمنا ان نوكد ان حزب الامه ليس حزب اسره وإنما هو حزب الشعب السوداني كله وقد أسسته قيادات وطنيه تحت رعاية الامام عبدالرحمن المهدي ويسرنا ان ننشر بعض المعلومات التاريخيه إلهامه
في هذا الشأن لمن يهمه الامر.
وشكرا
زينب المهدي
———————————
من كتاب (الامام عبدالرحمن المهدي- روءيه جديده للحركة الوطنيه السودانيه) للامام احمد المهدي .
ضرورة قيام حزب الأمة
———————————
عندما انقسم مؤتمر الخرجين واخد الانقسام طابعا سياسيا واضحا وتمكنت مصر من السيطرة علي نظام المؤتمر عقب زيارة علي ماهر باشا الشهيرة ووجه مسار المؤتمر نحو وحده وادي النيل تحت التاج المصري عندها اصبح من الضروري تكوين منبر سياسي يجمع دعاة استقلال السودان . وكان شعار السودان السودانين شعار مرفوض تماما لدي المصريين واعوانهم في السودان ولقد رفع هذا الشعار دعاة الاستقلال بهمة وجدية ولذا كان لابد من تكوين حزب يرفع لواء هذا الشعار الوطني وينادي صراحه باستقلال السودان من كل من دولتي الحكم الثنائي المصري والبريطاني .
ولقد كتب الامام عبدالرحمن في مذكراته عن تاسيس حزب الامه بما يلي :
(الشعوب الحية لا تستورد المبادئ بل تنبعث المبادئ من ظروفها وتاريخها وحضارتها . واعتقد ان هذا هو الإحساس الذي حرك طائفه من المواطنين لإنشاء حزب الامه لييسر وجود جهاز يدفع الوطنية السودانية الي الامام ويستمد هذا الجهاز حياته وكفاحه وأمله من السودانيين .
إنشاء حزب الامه في عام ١٩٤٥ بدون ان تكون له برامج معقدة شعاره السودان للسودانيين والواقع ان شعار السودان للسودانيين الذي اتخذه حزب الامه هو شعار قديم آمنت به منذ منذ مطلع هذا القرن ) .
وكان مما دفع مؤسسي حزب الامه الإسراع في تكوين حزبهم وهو النشاط المصري الواسع بعد الحرب العالمية الثانية لاقناع بريطانيه ومؤتمرات السلام بوجهه نظر المصرين في مستقبل السودان وتسليمه لهم . ولقد زكر الاستاذ فيصل عبدالرحمن علي طه ان احد كبار مؤسسي الحزب وهو الشيخ احمد عثمان القاضي ولقد اوضح ان الذي دفعهم لتأسيس هذا الحزب هو شعور عام بان الوقت قد حان لكي ينظم الرأي السوداني المحلي نفسه ويعرف العالم بالرغبات الحقيقية للغالبية الساحقة من السودانيين . وتحدث عن الدعاية المصرية وحملايها الصحفيه واستغلالها لظروف ما بعد السلام بالترويج لقضيتها في وحده وادي النيل وحق الفتح للسودان الذي يعطيها حق ملكيه السودان وفرض سيادتها عليه واحتواءه فيما وراء حدودها .
لقد انتهت انتخابات مؤتمر الخريجين لعام ١٩٤٤ بفوز جماعه الأشقاء وسيطرتهم علي هيئه المؤتمر الستينيه واللجنة التنفيذيه ونفذ زعماءالاستقلال وعدتهم وتم انسحابهم من المؤتمر وتوجهوا نحو فكره تكوين حزب جديد . وذكر الاستاذ فيصل عبدالرحمن علي طه ان ذالك كان بناء علي طلب الامام عبدالرحمن وكان ان تم تحالف قوي بين الانصار وزعماء العشاير والخريجين الذين ينادون باستقلال السودان وكتب الاستاذ فيصل انه شارك في الاجتماعات التأسيسية كل من ابراهيم احمد وعبدالله خليل ومحمد علي شوقي ومحمد عثمان الميرغني ومحمد صالح الشنقيطي وعبدالكريم محمد احمد ويوسف هاشم واحمد عثمان القاضي وعبدالله الفاصل ومحمد الخليفه شريف والصديق عبدالرحمن المهدي والسلطان محمد بحر الدين وإبراهيم موسي مادبو وسرور محمد رملي ومحمد محمد الامين ترك ومحمد ابراهيم فرح والزبير حمد الملك وبابو نمر وايوب بيه عبدالماجد والمك حسن عدلان وعبدالله بكر .
وتضم هذه النخبة كبار القبائل السودانيه لذلك فان قيام هذا الحزب كان ضربه قاضيه علي الحكومه في السودان لانه اكد انه سيكون صوت الشعب . ولقد وافقت الحكومه علي الفور لانها تعلم ان هذا مد لا يمكن ايقافه وليس من الحكمه مواجهته او محاربته ولكنها لم تصدق بقيام حزب سياسي إنما صدقت بقيام نادي وتعللت بانه لا يوجد قانون لتكوين الأحزاب ولكن سرعان ما اصبح حزب الامه بحكم الواقع الحزب الفاعل بلا منازع وبدا مساره لتحقيق هدفه الاسمي وهو تحقيق استقلال السودان . وظهر مبكرًا منهجه القومي حيث اوفد وفدًا لسيادة السيد علي الميرغني يدعوه للانضمام للحزب وأحسن السيد علي استقبال الوفد وفيما بعد ذكر السيد عبدالرحمن ( واني اوكد انه اذا تم ما أردت والتقي الانصار والختميه في حزب واحد فما كانت تكون زعامته موضع خلاف بيني وبين السيد علي ).
ولقد انتخب السيد عبدالله خليل أمينًا عامًا للحزب عام ١٩٤٥ م وتم انتخاب السيد الصديق عبدالرحمن المهدي رئيسا للحزب عام ١٩٤٩م .وقد اخبرني الناظر سرور محمد رملي انه سال الامام عبدالرحمن عام ١٩٤٥ ما اذا كان سيكون رئيسا للحزب ولكن الامام قال له انه سيكون جنديا في الصف وهو عضو في هذا الحزب . ولكنه سيهب قدراته وماله وولده لقضية الوطن ولقد اكد هذا المعني الاستاذ فيصل في كتابه ، ولقد حرص الامام عبدالرحمن علي متابعه الاهتمام بحزب الامه ونشأته حتي سمي براعي حزب الامه وأصبح فيما بعد رعاية حزب الأمة كما قال الامام ما كل حزب امة انصاري وما كل انصاري حزب أمة . وكان الامام دايما ما يوكد ان الدرع الواقي للحزب الأمة من الفساد هم شيوخ الانصار وشبابهم وكان يقول يكفي حزب الامه فخرا انه لم يتلق قرشا واحد من دولة اجنبية . وكتب في إيصال مساهمات أعضاء الحزب الآية الكريمة ( وان هذه امتكم أمه واحدة وانا ربكم فاعبدون ) .
وعندما تامن استقلال السودان وتحققت رساله حزب الأمة كان الامام يقول ( الان انا للسودان كله وليس لحزب الأمة وحده وكان شديد الحرص علي شعاره لا شيع ولا طوائف ولا احزاب ديننا الإسلام ووطننا السودان . وكتب ذات مره بخط يده قرارا باعتزال السياسة وقال ( حيث ان المسؤولين لم يصلوا الي حل يحقق جمع كلمه السودان لسعادته وحفظ مصالحه واراضيه من الفساد فإنني اقرر اعتزالي للسياسه وادعوا الله ان يوفق القائمين بالحكم الي ما فيه مصلحه البلد واني اعتبر جميع السودانيين ابناء ومواطنين وأوقف نفسي وصلتي الشخصية لهم جميعا ).
ان الرعاية التي منحها الامام عبدالرحمن لحزب الأمة كانت تشمل التمويل المالي بلا حدود والدعم المعنوي المتواصل والتأييد الجماهيري المطلق وكان الامام يقول ان حزب الأمة منبرنا السياسي وبالرغم من النفوذ القوي الذي كان يجده الامام داخل الحزب والتأييد السياسي لزعامته ومطالبه الوطنية بالرقم من ذلك كله لم يعرف ان فرض الامام رأيه علي الحزب وكان يدعم قراراته بلا تحفظ وكان الحزب ينتهج نهجًا ديمقراطيًا راقيًا ويتخذ قراراته وفقا للنظم التي وضعها لنفسه وكان شئون الإمامة وشئون الانصار الدينيه منفصله تماما عن شئون الحزب ولا توجد اَي هيمنه روحية او خلافها علي الحزب ، وكان الامام بحق عضوا في الحزب يمنحه المساندة والتأييد ولا يتدخل في شئونه الا بما يحقق الاصلاح ويزيد من قوته ونجاحه .
ولقد زكر الامام كيف انه ذات مره انحاز الي جانب الشباب حيث قال ( وناصرت الشباب عام ١٩٤٨ حين طالبو بإبعاد بعض القادة المهادنين للحكومة من مجلس إدارة الحزب وادخال بعض الشبان وكنت ادرك الخطر المحدق اذا اندفع الحزب وراء الشبان لان جماهيرنا تشربت بمبادئ ثورتنا الكبري فان اطلق لها العنان فلن تقف عند حد وهذا يخالف سياستنا الموضوعية التي ترمي الي استخلاص حقوقنا بالطريقة السليمة الا إذا عجزت هذه عن اداء ذالك فاننا سنسلك الطريقه الأخرى .
في هذا الشأن لمن يهمه الامر.
وشكرا
زينب المهدي
———————————
من كتاب (الامام عبدالرحمن المهدي- روءيه جديده للحركة الوطنيه السودانيه) للامام احمد المهدي .
ضرورة قيام حزب الأمة
———————————
عندما انقسم مؤتمر الخرجين واخد الانقسام طابعا سياسيا واضحا وتمكنت مصر من السيطرة علي نظام المؤتمر عقب زيارة علي ماهر باشا الشهيرة ووجه مسار المؤتمر نحو وحده وادي النيل تحت التاج المصري عندها اصبح من الضروري تكوين منبر سياسي يجمع دعاة استقلال السودان . وكان شعار السودان السودانين شعار مرفوض تماما لدي المصريين واعوانهم في السودان ولقد رفع هذا الشعار دعاة الاستقلال بهمة وجدية ولذا كان لابد من تكوين حزب يرفع لواء هذا الشعار الوطني وينادي صراحه باستقلال السودان من كل من دولتي الحكم الثنائي المصري والبريطاني .
ولقد كتب الامام عبدالرحمن في مذكراته عن تاسيس حزب الامه بما يلي :
(الشعوب الحية لا تستورد المبادئ بل تنبعث المبادئ من ظروفها وتاريخها وحضارتها . واعتقد ان هذا هو الإحساس الذي حرك طائفه من المواطنين لإنشاء حزب الامه لييسر وجود جهاز يدفع الوطنية السودانية الي الامام ويستمد هذا الجهاز حياته وكفاحه وأمله من السودانيين .
إنشاء حزب الامه في عام ١٩٤٥ بدون ان تكون له برامج معقدة شعاره السودان للسودانيين والواقع ان شعار السودان للسودانيين الذي اتخذه حزب الامه هو شعار قديم آمنت به منذ منذ مطلع هذا القرن ) .
وكان مما دفع مؤسسي حزب الامه الإسراع في تكوين حزبهم وهو النشاط المصري الواسع بعد الحرب العالمية الثانية لاقناع بريطانيه ومؤتمرات السلام بوجهه نظر المصرين في مستقبل السودان وتسليمه لهم . ولقد زكر الاستاذ فيصل عبدالرحمن علي طه ان احد كبار مؤسسي الحزب وهو الشيخ احمد عثمان القاضي ولقد اوضح ان الذي دفعهم لتأسيس هذا الحزب هو شعور عام بان الوقت قد حان لكي ينظم الرأي السوداني المحلي نفسه ويعرف العالم بالرغبات الحقيقية للغالبية الساحقة من السودانيين . وتحدث عن الدعاية المصرية وحملايها الصحفيه واستغلالها لظروف ما بعد السلام بالترويج لقضيتها في وحده وادي النيل وحق الفتح للسودان الذي يعطيها حق ملكيه السودان وفرض سيادتها عليه واحتواءه فيما وراء حدودها .
لقد انتهت انتخابات مؤتمر الخريجين لعام ١٩٤٤ بفوز جماعه الأشقاء وسيطرتهم علي هيئه المؤتمر الستينيه واللجنة التنفيذيه ونفذ زعماءالاستقلال وعدتهم وتم انسحابهم من المؤتمر وتوجهوا نحو فكره تكوين حزب جديد . وذكر الاستاذ فيصل عبدالرحمن علي طه ان ذالك كان بناء علي طلب الامام عبدالرحمن وكان ان تم تحالف قوي بين الانصار وزعماء العشاير والخريجين الذين ينادون باستقلال السودان وكتب الاستاذ فيصل انه شارك في الاجتماعات التأسيسية كل من ابراهيم احمد وعبدالله خليل ومحمد علي شوقي ومحمد عثمان الميرغني ومحمد صالح الشنقيطي وعبدالكريم محمد احمد ويوسف هاشم واحمد عثمان القاضي وعبدالله الفاصل ومحمد الخليفه شريف والصديق عبدالرحمن المهدي والسلطان محمد بحر الدين وإبراهيم موسي مادبو وسرور محمد رملي ومحمد محمد الامين ترك ومحمد ابراهيم فرح والزبير حمد الملك وبابو نمر وايوب بيه عبدالماجد والمك حسن عدلان وعبدالله بكر .
وتضم هذه النخبة كبار القبائل السودانيه لذلك فان قيام هذا الحزب كان ضربه قاضيه علي الحكومه في السودان لانه اكد انه سيكون صوت الشعب . ولقد وافقت الحكومه علي الفور لانها تعلم ان هذا مد لا يمكن ايقافه وليس من الحكمه مواجهته او محاربته ولكنها لم تصدق بقيام حزب سياسي إنما صدقت بقيام نادي وتعللت بانه لا يوجد قانون لتكوين الأحزاب ولكن سرعان ما اصبح حزب الامه بحكم الواقع الحزب الفاعل بلا منازع وبدا مساره لتحقيق هدفه الاسمي وهو تحقيق استقلال السودان . وظهر مبكرًا منهجه القومي حيث اوفد وفدًا لسيادة السيد علي الميرغني يدعوه للانضمام للحزب وأحسن السيد علي استقبال الوفد وفيما بعد ذكر السيد عبدالرحمن ( واني اوكد انه اذا تم ما أردت والتقي الانصار والختميه في حزب واحد فما كانت تكون زعامته موضع خلاف بيني وبين السيد علي ).
ولقد انتخب السيد عبدالله خليل أمينًا عامًا للحزب عام ١٩٤٥ م وتم انتخاب السيد الصديق عبدالرحمن المهدي رئيسا للحزب عام ١٩٤٩م .وقد اخبرني الناظر سرور محمد رملي انه سال الامام عبدالرحمن عام ١٩٤٥ ما اذا كان سيكون رئيسا للحزب ولكن الامام قال له انه سيكون جنديا في الصف وهو عضو في هذا الحزب . ولكنه سيهب قدراته وماله وولده لقضية الوطن ولقد اكد هذا المعني الاستاذ فيصل في كتابه ، ولقد حرص الامام عبدالرحمن علي متابعه الاهتمام بحزب الامه ونشأته حتي سمي براعي حزب الامه وأصبح فيما بعد رعاية حزب الأمة كما قال الامام ما كل حزب امة انصاري وما كل انصاري حزب أمة . وكان الامام دايما ما يوكد ان الدرع الواقي للحزب الأمة من الفساد هم شيوخ الانصار وشبابهم وكان يقول يكفي حزب الامه فخرا انه لم يتلق قرشا واحد من دولة اجنبية . وكتب في إيصال مساهمات أعضاء الحزب الآية الكريمة ( وان هذه امتكم أمه واحدة وانا ربكم فاعبدون ) .
وعندما تامن استقلال السودان وتحققت رساله حزب الأمة كان الامام يقول ( الان انا للسودان كله وليس لحزب الأمة وحده وكان شديد الحرص علي شعاره لا شيع ولا طوائف ولا احزاب ديننا الإسلام ووطننا السودان . وكتب ذات مره بخط يده قرارا باعتزال السياسة وقال ( حيث ان المسؤولين لم يصلوا الي حل يحقق جمع كلمه السودان لسعادته وحفظ مصالحه واراضيه من الفساد فإنني اقرر اعتزالي للسياسه وادعوا الله ان يوفق القائمين بالحكم الي ما فيه مصلحه البلد واني اعتبر جميع السودانيين ابناء ومواطنين وأوقف نفسي وصلتي الشخصية لهم جميعا ).
ان الرعاية التي منحها الامام عبدالرحمن لحزب الأمة كانت تشمل التمويل المالي بلا حدود والدعم المعنوي المتواصل والتأييد الجماهيري المطلق وكان الامام يقول ان حزب الأمة منبرنا السياسي وبالرغم من النفوذ القوي الذي كان يجده الامام داخل الحزب والتأييد السياسي لزعامته ومطالبه الوطنية بالرقم من ذلك كله لم يعرف ان فرض الامام رأيه علي الحزب وكان يدعم قراراته بلا تحفظ وكان الحزب ينتهج نهجًا ديمقراطيًا راقيًا ويتخذ قراراته وفقا للنظم التي وضعها لنفسه وكان شئون الإمامة وشئون الانصار الدينيه منفصله تماما عن شئون الحزب ولا توجد اَي هيمنه روحية او خلافها علي الحزب ، وكان الامام بحق عضوا في الحزب يمنحه المساندة والتأييد ولا يتدخل في شئونه الا بما يحقق الاصلاح ويزيد من قوته ونجاحه .
ولقد زكر الامام كيف انه ذات مره انحاز الي جانب الشباب حيث قال ( وناصرت الشباب عام ١٩٤٨ حين طالبو بإبعاد بعض القادة المهادنين للحكومة من مجلس إدارة الحزب وادخال بعض الشبان وكنت ادرك الخطر المحدق اذا اندفع الحزب وراء الشبان لان جماهيرنا تشربت بمبادئ ثورتنا الكبري فان اطلق لها العنان فلن تقف عند حد وهذا يخالف سياستنا الموضوعية التي ترمي الي استخلاص حقوقنا بالطريقة السليمة الا إذا عجزت هذه عن اداء ذالك فاننا سنسلك الطريقه الأخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق